إلى الشباب في «نادي مجدل شمس الرياضيّ» - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


إلى الشباب في «نادي مجدل شمس الرياضيّ»
منير فخرالدين – 21\02\2008

إنّ دافعكم الأعمق للمشاركة في الدوري الإسرائيلي هو دافعٌ جليل وهو أن تثبتوا للعالم مواهبكم وأنّكم متساوون مع جميع البشر وتستطيعون إثبات مهاراتكم والتفوق وتطوير أنفسكم بالأخلاق الرياضية وكذلك بالانجازات المادية. كلّ هذه الأمور هي حق لكم، وهي ما يوجب الوطن في هذا العالم، وما يجعل الوطن مطلبا للإنسان، لكي يوفّر إمكانيات بناء الإنسان بدل أن يهدمها.
لكنّكم إن دخلتم الدوري الإسرائيلي، فإنّكم تدخلون لعبة لستم طرفا متساو فيها، بل ستضطرون على أن تقدموا للخصم اللعبة السياسية مقابل أن تلعبوا كرة القدم.
لا يمكن الفصل التام بين الرياضة والسياسة، خاصة في إسرائيل. فهل تساءلتم يوما ما معنى كلمة "مكابي" أو "هبوعيل" أو "بيطار يروشلايم"؟
لا أودّ أن أعظكم كثيرا لكي لا أثقل عليكم، لكني أعتقد أن من حقكم على القيمين عليكم أن يعطوكم درسا في هذه الأسماء قبل ذهابكم إلى الدوري الإسرائيلي.
إن مأساتكم ومأساتنا جميعاً هي فقدان الوطن العادي الذي يحمينا ويحفظ لنا حياتنا العادية وكرامتنا، ويوفر لنا بشكل عادي ودون ابتزاز سياسي، إمكانيات إثبات الذات الفردية والجمعية في عالم القوميات البشع هذا.
لا يهم ماذا تختارون، طالما أنّكم تدركون المأساة التي تحكمكم ولا تدعون قومية مستعمر تخدش كرامتكم وقلوبكم وضمائركم، ولا تدعون استبدادا محليا يخدش كرامتكم وقلوبكم وضمائركم. جميعنا في هذه المأساة معا، لكننا نستطيع أن نصنع منها إمكانيات التقدم ولحظات الأمل وصحوة الضمير ورفض الظلم بكافة أشكاله: رفض العنف والقمع العسكري، ورفض العنف والقمع السياسي، ورفض القمع والعنف الشخصي.
إن لعبتم في الدوري الإسرائيلي فسوف تلعبون باسم مجدل شمس، باسمي واسم جميع الأهالي في الجولان، وهذا أمر لا يسرّني شخصيا كما لا يسرّ الكثيرين من أبناء مجتمعنا، ذلك لأنكم ستقدمون بذلك مساومة كبيرة على تاريخ وإرث أنتم تجهلونه اليوم، ولعلّكم تدركونه في الغد.
ولذا أقول لكم: اختاروا اسما غير "مجدل شمس"، اختاروا اسما ليس جغرافيّا ً، فالجغرافيا ولعبة الأسماء سياسية جدّا ً، كما الكثير من عالم الرياضة هو سياسة أيضا.
سمّوا أنفسكم فريق الأبطال، أو الوعد، أو الغد، أو أي اسم آخر تحبونه، لكن ليس اسم البلد.
قد تواجهون حينها دستورا رياضيا في إسرائيل يأبى عليكم إلاّ أن تسجلوا أنفسكم باسم البلد التي تنتمون إليها (فأنا أشكّ في أن الدستور الرياضي في إسرائيل هو الدستور العالمي للفيفا، ذلك بافتراض أن دستور الفيفا غير سياسي أصلاً، وهذا غير صحيح!)
لكني أتمنى أن أكون على خطأ... لعلكم تجدون دستورا أقل صلفا من دستورنا المحلي.

إقرأ أيضاً:

رداً على مقالة الأخ منير فخر الدين
إيهاب أبو جبل – 22\02\2008


تقبل التعقيبات التي ترتقي لمستوى النقاش حول هذا الموضوع الهام، والتي تتمتع بالحد الأدنى من المسؤولية، والمكتوبة بلغة عربية سليمة وفصحى - فقط
عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا